استثمارات السعودية في الطيران- رؤية 2030 نحو الريادة العالمية

المؤلف: منيف الحربي10.27.2025
استثمارات السعودية في الطيران- رؤية 2030 نحو الريادة العالمية

في الأسبوع الفائت، أعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي عن إنجاز استحواذه الناجح على حصة تقدر بنحو 15% من شركة «اف جي بي توبكو» القابضة، وهي الشركة المالكة لمطار هيثرو الدولي الشهير. تأتي هذه الصفقة المتميزة كجزء لا يتجزأ من استراتيجية الصندوق السيادي الطموحة، والتي تهدف إلى تعزيز الاستثمار النوعي في القطاعات الأساسية من خلال إقامة شراكات استراتيجية طويلة الأمد. وتتماشى هذه الخطوة بشكل وثيق مع رؤية المملكة 2030، التي تضع نصب أعينها هدفاً سامياً يتمثل في ترسيخ مكانة المملكة كمركز عالمي حيوي للخدمات اللوجستية المتقدمة. الاستثمار الذكي في صناعة الطيران، بكل ما تحمله من آفاق واعدة ومستقبلية على الأصعدة التقنية والاقتصادية والسياسية، يجعل من المطارات أصولاً حيوية واستراتيجية لا غنى عنها. والجدير بالذكر أن استثمارات الصندوق السيادي السعودي في هذا القطاع الحيوي تتسم بالشمولية والتكامل، وذلك وفق رؤية واضحة المعالم تسعى لتحقيق أهداف طموحة. ففي هذا الإطار، تم إطلاق شركة تأجير الطائرات «AVlease» في عام 2022، وهي شركة متخصصة في تقديم خدمات تأجير وبيع وإدارة الطائرات، بالإضافة إلى تنفيذ طلبات الشراء المباشر من كبرى الشركات المصنّعة. وتمتلك الشركة حالياً أسطولاً مكوناً من 23 طائرة يتم تأجيرها لـ 48 شركة طيران عالمية، فيما يبلغ إجمالي عدد طائرات الشركة 167 طائرة (بما في ذلك الالتزام بعمليات الشراء المستقبلية). إضافة إلى ذلك، يشرف الصندوق على مشروع مطار الملك سلمان الدولي العملاق، والذي من المقرر أن يصبح واحداً من أكبر المطارات في العالم، وأن يكون بمثابة البوابة الجوية الرئيسية لعاصمة المملكة الحبيبة. ووفقاً لتصريحات الرئيس التنفيذي المكلف للمطار، السيد «ماركو ميخا»، فإنه من المتوقع افتتاح مبنى الطيران الخاص في عام 2026، يليه افتتاح مبنى مسافرين جديد في عام 2028، ثم افتتاح المبنى الأميز والأكثر تطوراً في عام 2030. وتستمر عمليات التطوير والتحديث الشاملة حتى عام 2034. وتبرز أيضاً «شركة الطائرات المروحية» كإحدى الشركات التابعة للصندوق والتي تضطلع بدور حيوي في هذا القطاع. وتعتبر هذه الشركة أول شركة محلية متخصصة في تشغيل الطائرات المروحية تجارياً، وتشكّل رافداً مهماً في تكامل منظومة النقل الجوي المتطورة، خاصة فيما يتعلق بتعزيز قطاع السياحة المزدهر في المملكة العربية السعودية، وتحديداً ما يتكامل مع المشاريع السياحية الضخمة والجديدة على ساحل البحر الأحمر الخلاب، بما في ذلك توفير الطائرات والمطارات المائية اللازمة. وفي الجانب التقني المبتكر، أعلن الصندوق قبل عام عن توقيع اتفاقية استراتيجية للاستثمار في الشركة السعودية لهندسة الطيران، وتضمنت الاتفاقية الطموحة تطوير قرية متخصصة في صيانة وإصلاح وتجديد الطائرات، تمتد على مساحة مليون متر مربع، مما يضع الشركة في طليعة الشركات الرائدة على مستوى منطقة الشرق الأوسط بأسرها، ويجعلها أحد المراكز العالمية المرموقة في هذا المجال الحيوي. أخيراً وليس آخراً، شهد عام 2023 إطلاق الناقل الوطني الثاني للمملكة، وهو «طيران الرياض»، والذي سيكون مطار الملك سلمان الدولي هو مركز عملياته التشغيلية الرئيسي. وتهدف هذه الشركة الطموحة إلى ربط الرياض بأكثر من 100 وجهة عالمية، بالإضافة إلى الاتفاقيات الهامة التي أعلنتها الشركة مع شركات طيران عالمية مرموقة، مثل طيران دلتا والخطوط الجوية السنغافورية والخطوط الجوية التركية وغيرها الكثير. إن استثمارات «صندوق الاستثمارات العامة السعودي» في قطاع الطيران الحيوي تعمل على ترسيخ مكانة المملكة العربية السعودية كلاعب رئيسي في هذا المجال، وتسهم بشكل فعال في تشكيل مستقبل الطيران على مستوى المنطقة والعالم قاطبة، وذلك من خلال استشراف دقيق للمستقبل، وعمل مؤسسي منهجي ينطلق من حيث وصل الآخرون ويضيف إليهم.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة